بالفيديو خاص لـ" ميدار.نت" ..عائشة يتيم أول خليجية تسافر للدراسة في الخارج

وثائقيات "ميدار.نت" - إعداد : الدكتور عبدالله المدني 30 أكتوبر 2022
Cover

وثائقيات - ميدار.نت

 

 
في وقت كانت تعاني فيه أغلب نساء المنطقة من الجهل وقيود التقاليد والعادات الاجتماعية القاسية.. ذهبت فتاة بحرينية للدراسة خارج وطنها في مطلع عشرينيات القرن الماضي.
هذه الفتاة ستكبر وتنضج لاحقاً، وتصبح رائدة لمؤسسة نسائية في وطنها تعمل وفق أهداف مجتمعية تقدمية وبآليات وخطط عملية مدروسة، تركز الجهود الاجتماعية والثقافية لتحقيق نتائج ملموسة تصب في صالح المرأة.

 

 
رحلة في السابعة
وأعدت منصة "ميدار.نت" ضمن "وثائقيات خليجية" فيديو وثائقي يتناول سيرة "عائشة يوسف لطف علي خنجي"، التي اشتهرت باسم "عائشة يتيم" في أعقاب زواجها من رجل الأعمال المعروف المرحوم حسين علي يتيم.
ولدت عائشة في فريج العوضية بالمنامة سنة 1913 ابنة لعائلة منفتحة من تجار البحرين المتعاملين مع الهند البريطانية. ودرست في كتاب تقليدي، وفي مطلع العشرينات حينما كانت في سن السابعة، اصطحبها والدها، رجل الأعمال الناجح ومؤسس أول مطحنة للدقيق وأول مصنع للثلج وأول معمل للمياه الغازية في تاريخ البحرين، إلى الهند لإكمال تعليمها بإحدى المدارس الداخلية الراقية.

 

 
دراسة في بومباي
وأشار تقرير "ميدار.نت" إلى أن والدها اختار لها بومباي مكاناً للدراسة لأسباب منها وجود تجار ومعارف له هناك، ولأنها كانت أقرب مكان للبحرين تتوفر فيه مدارس إنجليزية مرموقة.
درست لمدة ثلاث سنوات في بومباي، انتقلت بعدها إلى مدينة "كاندالا" القريبة من مصيف بونا بسبب عدم ملاءمة طقس بومباي لصحتها، إلى أن انهت تعليمها الأساسي.
سافرت في الثلاثينات من الهند إلى انجلترا على متن الباخرة "قيصر الهند" لمواصلة تعليمها الجامعي بمدرسة "بيرسي" في كامبردج تمهيدا لدراسة الطب، حيث كان والدها متواجداً بمدينة مانشستر بهدف إقامة مصنع لغزل المنسوجات القطنية لأغراض التصدير إلى أقطار الخليج، وفق ما رصده وثائقي "ميدار.نت" بعد أن أمضت 3 سنوات في بريطانيا اكتشفت أن الطب ليس مجالها، وأنها تميل لدراسة الأدب واللغات القديمة والحديثة.

 

 
العودة إلى البحرين
رفض والدها أن تغير تخصصها، فقررت الانقطاع عن تحصيلها الجامعي والعودة إلى البحرين على ظهر باخرة الشحن "كوهستان" في رحلة استغرقت 22 يوما.
تزامنت عودتها إلى البحرين عام 1934 مع بدايات النهضة الاجتماعيةوالخدمية والمرفقية فيها بعد اكتشاف النفط. مرت عليها أوقات عصيبة بعد عودتها من رحلة الغربة والدراسة الطويلة، فبقيت معزولة كونها لم تكن تتحدث سوى الهندية والانجليزية، وليس لها صديقات. لكنها استطاعت أن تتكيف مع الوضع الجديد تدريجيا خصوصا بعد تعرفها على فتيات ومعلمات مدرسة الارسالية الأمريكية القريبة من منزل عائلتها.
حسين يتيم
 

في هذه الأثناء كان الوجيه حسين يتيم العائد من دراسته في بريطانيا لإدارة أعمال والده يبحث عن زوجة المستقبل شرط أن تكون فتاة عصرية متعلمة فلم يجد أفضل من عائشة التي اقترن بها سنة 1938.

 

بعد زواجها انخرطت في الأعمال التطوعية الإنسانية، وشاركت سيدات البحرين المتنورات في مطلع خمسينات القرن العشرين في تأسيس أول ناد للسيدات في البلاد وعموم الخليج، بحسب وثائقي "ميدار.نت".

 

 
نهضة فتاة البحرين
قبل تأسيس جمعية نهضة فتاة البحرين، كانت عائشة سكرتيرة نادي السيدات الذي أسس في العام 1953 برئاسة الليدي بلجريف زوجة المستشار البريطاني لحكومة البحرين آنذاك، فعملت ومجموعة من السيدات بالخياطة للفقراء ومساعدة المحتاجين.
 إلا ان النادي انتهى بعد أشهر قليلة وسط أجواء من المد القومي الكاسح لتتمهد الطريق لظهور جمعية نهضة فتاة البحرين، أول جمعية نسائية في البحرين ومنطقة الجزيرة العربية.
تكون مجلس الإدارة من عائشة يتيم رئيسة، فائقة المؤيد سكرتيرة، لولوة الزياني أمينة الصندوق، زليخة شمس وبلقيس الساعي عضوتان إداريتان، وكان عدد العضوات في بداية التأسيس 15 عضوة فقط.

كان الاجتماع الأول في اكتوبر 1955 في منزل المرحومة عائشة يتيم، وتتالت الاجتماعات في منزلها أيضا كل يوم اربعاء في احدى حجره الكبيرة، وظل الوضع كذلك على مدى سبعة أعوام حتى بني مقر الجمعية في العام 1962.

 

 

 
هل تعلم أن هناك فتاة خليجية ذهبت قبل أكثر من 92 عاماً للدراسة في الخارج؟
 
قصة عائشة يتيم في هذا الوثائقي الذي يحمل تفاصيل ومعلومات مهمة عن تاريخ التغيرات الاجتماعية في #الخليج pic.twitter.com/ugIZUdur84
— midar.net | ميدار.نت (@MidarNet) October 30, 2022